Wednesday 18 February 2009

أغنية و حنين


و احنا تايهيين ع الحدود..مستمريين في الصعود..اختفى النيل الجميل من تحتنا, و المدن و الريف, و أول عمرنا.و ابتدا شئ ينجرح جوا الوجود, و ابتدينا أسئلة ملهاش ردود.. ميلنا ع الشباك نخبي دمعة فرت مننا!

الوطن هو كل ما لنا و غالبية ما لدينا..هو أحضان من نحب و صوت من يحبوننا..هو لهفة الأهل و حسرتهم على حالنا..هو سند أبنائنا و أمانهم الذي ما عاد أماننا!هو مطر يناير و رياح مارس و حر أغسطس..هو شوارع مبللة إن لم تكن الأجمل فهي الأكثر ألفة..هو رائحة البحر و أجنحة النورس و لون النيل و زحام الناس و طعم الخبز الخارج توا من نار الفرن!هو أحلامنا الصغيرة و انكساراتنا الكبيرة و خيباتنا التي لا تنتهي


بصة م الشباك على البحر البعيد..و احنا رايحيين بالآمال عالم جديد..كنت فاكرة يا مصر اني تعبت منك..اكتشفت اني محال أستغنى عنك حتى دوشة صوت جيراني و الزحام وحشوني تاني...بسمة حلوة لطفلة لسة صغيرة,لما كنت
أديها حتة سكرة...قبل منسيبك وحشتينا يا مصر يا أمنا!!

"إن كنت لا تستطيع أن تنسى فتعلم أن تهرب في شجاعة"

أحاول أن أتذكر ان كنت قد قرأت تلك الحكمة في مكان ما أم أنها حكمتي الخاصة بي وحدي,فهي كل ما أستطيع أن أفعل منذ أن أصبح لي ذاكرة..و بالطبع من يملك ذاكرة تتسع لربع قرن من الزمن لا يستطيع أن ينسى بسهولة, فلا يتبقى لديه سوى الحل الآخر.و اذا كان الهروب شجاعا أو جبانا, يائسا أو بحكم العادة فهذا ما تفرضه عليك الظروف و الأسباب و مرور الأعوام.

في البداية أنت تهرب ممن حولك,القريبون منك ,البعيدون جدا عن فهمك..تحاول أن تسمعهم فتلفظهم أذناك , تحاول أن تسمعهم بعض نفسك فيسدون آذانهم مدعيين الإصغاء!تحاول أن لا تلومهم على اختلافك فتلوم نفسك ..و تقرر أن الحل الأفضل هو أن تهرب منها..و مع مرور الوقت و فظاعة غربة النفس عن النفس تقرر أن تتركها هنا و تجرب هروبا أكبر ..تحزم حقيبة فارغة لأنك قد قررت أن تترك كل شيء هنا حتى نفسك


كنت بتذكر و أنا في غاية الأسى لعبنا الكورة في حوش المدرسة..و الشقاوة و احنا لسة صغيريين, و البراءة و الصحاب الطيبين..لما سألتني اللي جنبي انت مصري؟ دق قلبي.. اسم زي السحر رفرف ع المكان..زي نسمة مهفهفة بصوت الادان..أيوة مصريين لآخر كل نقطة في دمنا


تطاردك رائحة الأماكن واحساس البرد في ليالي الشتاءو صوت الأغاني في المقاهي وسيارات الأجرة,و الأنوار التي لا تنطفئ في مدينتك الساهرة الى الأبد..و اذا أذعنت لحنينك يأخذك لمناطق أكثر دفئا و أشد خطورة..لصديقك الأول و حبك الأول و حلمك الأول..للدفء الذي يغمر يدك و هي مختبئة في يد من تحب..لدقات قلبك التي تكاد تقتلك حين تسمع اسمك يخرج همسا حالما من حبيبك..لطعم الثلج و النار الذائبان معا في قبلتك الأولى..لساعات الليل و أحاديثها التي لا تنتهي..لموعود و زي الهوىحين يخيب الأمل و ينقطع الرجاء, و لفيروز و شجنها حين تملأك الوحدة..لأول سيجارة بريئة ثم الأولى غيرالبريئة ثم لإحساسك بأن الأرض باتت شبه كروية حقا و من المستحيل السير فوقها دون أن تنزلق!لأخطائك و لهفواتك و لصوتك العالي الناقض لبلدك و حالها.. لكل ما بها و من بها,لكل ما فيها ومن عليها! و حين يآسرك الحنينو يمنعك عن فعل أي شيء.. فلا تستطيع التنفس أو التحدث أو حتى العيش..يبادرك سؤال منطقي..هل آن لك أن تعود؟ ثم يليه سؤال أكثر منطقية..و هل إفتقدك أحد؟! كم عام مضى و لم تتوقف الحياة بدونك أو من بعدك! تلعن حنينك و ذاكرتك و الأغاني و اليوم الذي سمعتها فيه..وتواصل حياتك كما هي في انتظار معجزة لا تدري أنت نفسك ما هي!!


خاتمة
"ان الهروب هو عظمة الخائفين"






الأغنية المصاحبة أغنية "الحدود" لفرقة الأصدقاء, فاكرنها؟

1 comment:

عزت عادل said...

شكراااااااااااااااا

أكبر مكتبة أفلام عربية

مش حتقدر تبطل تحميل

بدون أشتراك بدون تسجيل


www.aflamcity.blogspot.com