Thursday, 7 October 2010

صورة قديمة

تتصفح الفيس بوك مللاً 
تجد دعوة من اسم أحسته ليس غريباً عليها
أزاحت الأتربة عن الذاكرة المتأكلة
"يااااه ده كان معايا في المدرسة"
ابتسمت حنيناً
أضافته لقائمة الأصدقاء الذين ليسوا أصلاً بأصدقاء
بعد أيام وجدت دعوات أخرى من أسماء أخري ما زالت ترقد في ركن الذاكرة المظلم
أضافتها و على شفتيها ابتسامة من استعاد شيئاً قديماً غالياً
راحت تتصفح أحوالهم و صورهم لترى ماذا فعلت الأيام بهم
أيام؟؟....عشرون عام!
منهم من سافر و منهم من هاجر و منهم من يتنقل بين هنا و هناك..
وجوه ضاحكة و رحلات لأماكن طالما حلمت بزيارتها..وعائلات سعيدة و أطفال مبتسمة و فد أحاطهم الأمان من الجانبين
"اللهم لا حسد"
صورة مدرسية قديمة..تبحث في الوجوه فتجد وجهها هناك
تدقق النظر فيه!!نعم انها هي
تلك الشقاوة التي تقفز من العينين و الابتسامة الماكرة
تبتسم و تشعر بغصة في الحلق
التعليقات تحت الصورة تتوالى
"و الله زمان يا ولاد"
"محدش يعرف محمد عصمت راح فين؟"
"مؤمن و معتز و علي الله يرحمهم"
"ماري اتجوزت و هاجرت"
"مينا فتح شركة عقبالكم"
"فاكرين ميس هالة بتاعت الفرنساوي و مستر بهاء بتاع الانجليزي اللي مكنش بيقول كلمة عربي؟ده خد الدكتوراة من ألمانيا"
تقرأالتعليفات في صمت ..و مازالت عيناها معلقتان على وجة الفتاة الذي يتفجر شقاوة
تعليق موجهه اليها
"انتي لسة بتحبي عبد الحليم حافظ؟ "
"......................"
"انتي لسة شعرك طويل؟"
تنظر في المرآة فلا ترى فتاة الصورة
"......................"
"انتي فين دلوقتي يا بنتي؟دانتي كنتي بتقولي انك حتهدي الدنيا"
ابتسامة ساخرة..ألم تهدها فعلاً فوق رأسها؟
"....................."
"بقيتي مراسلة حرب زي ما كنتي بتقولي,و اتجوزتي واحد غير كل الرجالة؟"
تبتسم في مرارة....آآآآآه
 "......................."
"ييااااه دنتي شكلك اتغير قوي"
"ولادك دول؟ ما شاء الله .. أمال فين صورة باباهم؟"
دمعة مرارة تنحدر
".........................."
"انتي مبترديش ليه؟"
تغلق حسابها على الفيس بوك و تطفئ الحاسوب و الأنوار و تذهب للنوم

أخر الكلام
"الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه"