Tuesday 15 September 2009

دموع صغيرة



تلاحقني العينان الواسعتان المنكسرتان و قد ملأتهما دموع تبوح بأشياء يعجز اللسان الصغير عن البوح بها..تعلق يائس و رغبة ملحة في الإلتصاق بي..خوف لا ينتهي من غد لا يدري كنهه و عجز تام عن فهم أو تفهم ما يحيط به..شعور بالإحباط و خيبة الأمل لتركي إياه و بدايات شك في مدى حبي -الذي يسع الكون- له!
تهرب عيناي من عينيه ألماً و عجزاً ثم تعودا اليهما شوقاً و خوفاً من افتقادهما حين يغيب عني بعد قليل..أريد أن أخبره كم سأفتقده و لكن يثقل لساني لإدراكي كم سيبدو قولي مناقضاً لفعلي أمام عقله الصغير..أقبّله قبلة حملتها كل حبي ويأسي ووعودي الصامتة قليلة الحيلة التي ما عدت أدري إن كان باستطاعتي حقاً الوفاء بها,فيزداد تألق الدموع في عينيه دون أن يترك لها العنان!يمسك بيد أبيه و يمضي متباطئاً إلى سيارة الأجرة المنتظرة و قد استدار بكل ما فيه إلىّ و ترك قدميه فقط له..تزداد الغصة مرارةً في حلقي و تعتصر قلبي يد لا ترحم..تتحرك السيارة ببطء و قد أمسك بكفيه زجاج النافذة المفتوحة و أخرج رأسه منها في نظرة أخيرة إليّ..تخرج من صدري تنهيدة حارقة كادت أن تقتلني إختناقاً لو لم تخرج هاربة من سجنها..تلتها آهه مرتعشة طويلة.. بطول السنين و الأيام و الألام الماضية و الأتية..تختفي السيارة في الزحام و أقف في مكاني و قد خلى الكون من حولي و خلت الدنيا بي!ماذا فعلت به؟ و ماذا فعلت بنفسي من قبله؟؟ و ماذا فعلت الدنيا بنا؟تغشي عيناي الدموع فلا أرى سوى صور متراقصة..و حين تسقط الدمعتان الثقيلتان أخيرا لتجليا الرؤية أرى ولد صغير يسير مع أبيه و أمه يخبّط بقدميه الأرض غضباً و قد ملأت عينيه دموع عدم الرضى و الإعتراض على شيء ما!

2 comments:

فاتيما said...

كدا مينفعشى
أبطل آجى عندك يعنى ؟!!
لأ
مش هقدر
الموقف دا حصل بالملى فى آخر مرة شوفت فيها يوسف
و بيحصل دايما
كل ما اشوف طفل صغير ماشى ف الشارع
يا قلبى
يا داليا
شوفتى بقى
خليتنى اعيط أهو
عاجبك كدا ؟
ب ح ب ك

dahlia.. said...

فاتيما
سلامت قلبك يا حبيبتي..ويا رب اللي أكبر من الكل يريحه و يفرحه
بجد بجد
ب ح ب ك
بحبك قوي