تعلمت انك أثناء سيرك في الحياة، سوف تتخلّى عن أحلام، و تفقد أشخاصاً ظننتهم غير قابلين للفقد ..أن قلبك لن يسلَم مهما آويته في رُكن بعيد. .و روحك بالتأكيد ستُندب و تُثقل بالهموم.. أن من ذهب بالأمس على الأغلب لن يعود غداً.
لأن الأشخاص التاركين خلفهم ألما بالقلوب، المنثورين في ذرات الهواء هباءاً و غثاءاً.. لا يستحقّونك بالأساس، أو ربما أنت من لا تستحق. لا أحد يستحق العائدين بعد غيبة، بل الباقين دائماً بالجوار رغم كل خطأ و كل خيبة.
الممسكين بيدك مع كل بكاء..العارفين أن بؤس العالم كله قد يذيبه عناق و دعاء...تعلمت أن لكل رواية رواية أخرى، وسيميل قلبك حتماً لواحدة وإن كانت بلا سَنَد.
تعلمت أن لا وجود لحب مثالي، ولا أبطال خارقين.. لأن الأبطال على مسرح الدنيا هم أنا وانت، ونحنُ لا نعرف شيئاً عن المثالية!
و ان البدايات المبهجة و دقات القلب المتسارعة و الخطوات المتهورة و الاشعار الحزينة..أشياء لابد من المرور عليها..و لكن ان اطلت الوقوف عندها تحطمت بك جسورها..
تعلمت أن الحياة، لا تَهب.. بل تُقايض. لا تُعطي شيئاً بلا مقابل، لا بد من تضحية يعقبها شكرٌ عل الدرس المكتسب
أن الدنيا لا تميل إلا لمن ترفّع ونأى.
أن العين الغاضّة طرفها عن نِعَم الناس، التي فقدتها.. مُمتلئة وراضية. وأن القلب المُشبّع بحب الله، في سَكَن. صَنع بينه وبين قسوة الدنيا حجاباً، لا يطوله منه إلا إحسانها.
تعلمت اننا كائنات على تعقيدها، تحوي بين ضلوعها أرواح ان استطعنا الوصول إليها ارتحنا بعد طول عناء،..و أنني على طريق الوصول إليها أسير
أن جُرحنا المُلتئم، وضماد قلوبنا سيوخز أحياناً، ويذكِّرنا دوماً بما كان..لكننّا مكتملون بآثار ندوبنا التي صنعت منا ما نحن عليه. .
.
تعلمت أن التعاهُد على البوح المُطلَق مهما زاد القُرب، إثم..فإن بعض الحكايا نصيبها من البوح أن لا تُحكى
تعلمت في هذا العام وكل عام
أن النجاة...كل النجاة في سلامة قلبك من الدنيا .. وأن قدْر الحياة لا يسعها إلا أن تكون محطة عبور، لانت أو عُسِّرت".
"وأن السَكَينة سعادة كل الدنيا
تعلمت أن الفرح بما جاء بعد غياب و الحزن على ما مضى بعد بقاء سواء..لأن كلنا عابري سبيل، تلاقينا اليوم على عَجَل، وغداً نجتمع في دار بقاء.