بداية: عندما تتهاوى في هوة فقد الايمان..فتفقد ايمانك بالأشخاص..ثم بالأشياء..ثم بنفسك..فسيأتي يومٌ أسود تفقد فيه ايمانك بالله
أقف تحت الماء الساخن في محاولة للاسترخاء..
الأفكار المتضاربة تتصارع في عقلي فيزداد صداعي..زخات الماء تهوي فوق جسدي كالسياط و فوق رأسي كالمطارق..فيصل الألم حد الانفجار!
أوقف الماء..و أتحدى البرد للحظات
أفرك رأسي بعنف ربما يستطيع السائل الرغوي أن يخترق الجدار المحيط بأفكاري فيطهرها..أو يحررها!
أفرك جسدي كله, فتغطينى الرغوة البيضاء تماماً..هل أستطيع أن أمحو من رأسي أثار أعوام من المتناقضات و الاحباطات و الأخطاء التي تصل حد الخطايا, فينساب كل شيء مع بقايا الأحلام المتّربة إلى قاع البالوعة؟
باتت الأفكار تدور في دوامات تلتهم كل واحدةٍ الأخرى.."حب..خيانة..خيبة..ثورة..أمل..دماء..غضب..يأس..كره..تبلد.." تباً للصداع اللعين!!
أدرت الصنبور ناحية البارد و فتحته بعنف..و رغم توقع الصدمة..صُدمت و كأنني فوجئت..و رغم استعدادي لاستقبال الألم الا أنني لم أتقبله..فراح جسدي ينتفض اعتراضا دون جدوى..لأنني نسيت في منتصف الألم و البرد أنني أستطيع أن أعيد الدفء ان أردت..فاشلة!!
ثم بدأ الألم يقل..أم أنني تقبلته؟!..و بدأ البرد يزول..أم أنني تعودته؟!..ثم جاء الخِدر فتوقف كل شيء!
تمضي وسط الأشياء فلا تشعر بك و لا تشعر بها و لا بنفسك وسطها, و كأنك أًصبحت غير مرئي حتى لنفسك..ترى من حولك يبدأون من حيث انتهيت و ينتهون من حيث ابتدأت
يدورون في دوائر لا تنتهي..و انت تقف في المنتصف ترى الجميع يدورون فيصيبك الدوار..فتغمض عينيك لتستريح..و تهمس بلا مبالاة:عادي!
وقفت أمام المرآة أمسح البخار ببطء - بحكم العادة-غير منتظرة أن أرى شيئا..فرأيت أمامي وجه فتاة قديم يهمس .."وحشتيني!"
خاتمة: قلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.