Friday, 20 November 2009
Wednesday, 4 November 2009
في المرايا
أراها تتخذ مكانها بينهم في هدوء واثق..لا تأبه لكثرتهم و وحدتها..لتشابههم و اختلافها..لا تخشى الذوبان فيهم أو الضياع بينهم..فقط تنتظر الزمن الذي تسير معه ضدهم!
أبحث عنها كل صباح علّني لا أجدها.. ثم أبحث عنها لأنني اعتدت رؤيتها..ثم أعتاد وجودها حتى أكاد أن أنساها..تأخذني الحياة برتابتها و لهاثها..بأفراحها و خيباتها..بدوائرها التي لا تنتهي و خطوطها التي لا تلتقي
و ذات صباح أتذكرها فأعاود بحثي عنها لأجدها لم تعد وحيدة..
تراودني- رغماً عني - أسئلة أعرف أجوبتها الحائرة مسبقأ..و أرى حياتي في لقطات سريعة متتالية..أيام تبعد سنوات ضوئية عن هنا, لا يملأها سوى الانتظار أحياناً واليأس من الانتظار كثيرأ..و الخوف الدائم من الاستيقاظ ذات خريف لأجد أن خمسين ربيعاً قد ولوّا و أنا في انتظار الدفء الذي لا يجيئ !لكن الدفء جاء..أو ربما أنا أتيت به بالرغم من كل شيئ لأنني أخشى الموت برداً..جاء و معه أشياء كثيرة ضائعة..أحلام منسية و ضحكات عالية و دقات قلب صاخبة و ليالي صيف مفعمة بالبهجة ,و ليالي شتاء متدثرة ذات نجوم لامعة..و دموع منسابة سراً خوفاً على فقد كل ما جاء!جاءت وجوه و عادت وجوه..و غابت وجوه..ومع كل مجيئ و غياب و عودة فرحة و ألم وغصة في الحلق..و ذكرى لا تغيب!قرارات سريعة و أخرى متأخرة..لكنها-بالرغم من كل شئ -أفضل من قرار لا يجيء!
أفيق من شرودي لأجدني أمامي في المرآة..أتحسس الشعيرات البيضاء القليلة التي اتخذت مكانها في هدوء واثق فوق رأسي..و التي جاءت لتبقى..ربما جاءت مبكراً..و لكن هكذا هي الأشياء في حياتي..اما أن تأتي مبكراً قليلاً..أو متأخراً كثيراً!
لتفهم حياتك عليك أن تنظر للوراء..و لتحياها عليك أن تنظر للأمام!