بدت الغرفة و كأن الشرطة قد انتهت للتو من تفتيشها تفتيشا دقيقا وافيا!كل الأشياء قد خرجت من أماكنها ,فبات من المستحيل تحديد الملامح الأصلية للمكان..أوراق و أقلام و ألوان خشبية متناثرة على الأرض,شرابات فوق السرير و قطع ملابس صغيرة تحته..وسائد ملقاه في ركن الغرفة في استسلام بعد أن أنتهت مهمتها كدروع واقية في الحرب الهوجاء التي انتهت منذ لحظات قليلة بفوز الطرفين!قطع مكعبات ذات ألوان زاهية نجحت في أن تزيد من حدة الصداع الذي ما زالت تشعر به..و صندوق ألعاب مسكين قد انكفأ ارضا فأخرج جميع أسراره و خباياه.
نظرت الى الطفلين النائمين في سلام تام بعد انتصاراتهما العظيمة,و قد استلقى أحدهما بعرض السرير فتدلت قدماه الصغيرتان من الجهة المقابلة..أما الأخر فلم يحالفه الحظ و لا الوقت في الوصول الى السرير فاستلقى نصف جسده الأعلى فوقه و ظل نصفه الأخرفي منتصف الطريق!!وضعت كل منهما في فراشه و شدت عليهما الأغطية و دفنت شفتيها و أنفها-كما هي عادتها- في رقبة كل منهما للحظات تشتم رائحة الطفولة ممزوجة برائحة العرق البرئ ,شعرت بالرائحة تتسلل الى رئتيها فتفسح مكانا أكثر اتساعا يسمح لها بأخذ نفسا أكثر عمقا..سحبت نفسا ثم أخر,ثم بدأت مهمتها شبه المستحيلة في اعادة كل شيء حيث كان..أعادت للمرة العشرين ترتيب الكلمات التي تنوي أن تقولها اليوم..تعرف تماما ما سوف يحدث..سيستمتع اليها مدعيا الانصات,ثم سيقترب منها طابعا قبلة خاوية فوق جبينها و هو يقول"ربنا يهديكي.." ثم يضيف ربتة الاستهزاء التي تعرفها جيدا,و يتابع ما كان يفعله و تتابع هي ما لم تكن تفعله!
باتت الكوابيس تغتال لياليها, و نوبات الصداع تفتك بصباحاتها..لم يعد لمج النسكافيه أو فنجان القهوة و السيجارة المسروقة اللذان يليانه أي تأثير يذكر..باتت الهالات حول عينيها أخاديد حفرها اليأس و الصمت العاجز و قلة الحيلة! أصبح للكلمات ثقل الجبال على لسان اعتاد أن يقول فقط ما يجب أن يقوله,ففقد الرغبة بالتبعية في قول أي شيء..لكنها ستقول اليوم.. و ستفعل أيضا.راحت تلقي بالألعاب داخل الصندوق و قد انتابها غضب راحت موجاته تتزايد حدة,مسحت دمعة غافلتها فغلبتها و جرت معها سيل من دموع رفضت كثيرا الافراج عنها..جثت على ركبتيها و احتضنت نفسها بشدة علها تجد بعضا من دفء ما عادت تبحث عنه.
كانت تطفيء النور و تهم بمغادرة الغرفة عندما سمعت صغيرها يناديها:
-ماما
اقتربت من فراشه..
-نعم يا روح قلبي.
-انت "لوحة قلبي"..انت رايحة فين؟
ابتسمت و هي تقبلة قبلة كبيرة على خده الصغير
-أنا هنا يا حبيبي.
ربت على كتفها بكفه الصغير قبل أن يستسلم مرة أخرى لنومه العميق
-"بعبك" قوي .
-و أنا كمان بحبك قوي قوي.
ذهب الغضب من حيث أتى و عاد الهدوء من حيث اختفى..سادت الغرفة سكينة النيام و سا د القلب سكون الأموات.أغلقت الباب خلفها و ذهبت لتعد العشاء في صمت.
نظرت الى الطفلين النائمين في سلام تام بعد انتصاراتهما العظيمة,و قد استلقى أحدهما بعرض السرير فتدلت قدماه الصغيرتان من الجهة المقابلة..أما الأخر فلم يحالفه الحظ و لا الوقت في الوصول الى السرير فاستلقى نصف جسده الأعلى فوقه و ظل نصفه الأخرفي منتصف الطريق!!وضعت كل منهما في فراشه و شدت عليهما الأغطية و دفنت شفتيها و أنفها-كما هي عادتها- في رقبة كل منهما للحظات تشتم رائحة الطفولة ممزوجة برائحة العرق البرئ ,شعرت بالرائحة تتسلل الى رئتيها فتفسح مكانا أكثر اتساعا يسمح لها بأخذ نفسا أكثر عمقا..سحبت نفسا ثم أخر,ثم بدأت مهمتها شبه المستحيلة في اعادة كل شيء حيث كان..أعادت للمرة العشرين ترتيب الكلمات التي تنوي أن تقولها اليوم..تعرف تماما ما سوف يحدث..سيستمتع اليها مدعيا الانصات,ثم سيقترب منها طابعا قبلة خاوية فوق جبينها و هو يقول"ربنا يهديكي.." ثم يضيف ربتة الاستهزاء التي تعرفها جيدا,و يتابع ما كان يفعله و تتابع هي ما لم تكن تفعله!
باتت الكوابيس تغتال لياليها, و نوبات الصداع تفتك بصباحاتها..لم يعد لمج النسكافيه أو فنجان القهوة و السيجارة المسروقة اللذان يليانه أي تأثير يذكر..باتت الهالات حول عينيها أخاديد حفرها اليأس و الصمت العاجز و قلة الحيلة! أصبح للكلمات ثقل الجبال على لسان اعتاد أن يقول فقط ما يجب أن يقوله,ففقد الرغبة بالتبعية في قول أي شيء..لكنها ستقول اليوم.. و ستفعل أيضا.راحت تلقي بالألعاب داخل الصندوق و قد انتابها غضب راحت موجاته تتزايد حدة,مسحت دمعة غافلتها فغلبتها و جرت معها سيل من دموع رفضت كثيرا الافراج عنها..جثت على ركبتيها و احتضنت نفسها بشدة علها تجد بعضا من دفء ما عادت تبحث عنه.
كانت تطفيء النور و تهم بمغادرة الغرفة عندما سمعت صغيرها يناديها:
-ماما
اقتربت من فراشه..
-نعم يا روح قلبي.
-انت "لوحة قلبي"..انت رايحة فين؟
ابتسمت و هي تقبلة قبلة كبيرة على خده الصغير
-أنا هنا يا حبيبي.
ربت على كتفها بكفه الصغير قبل أن يستسلم مرة أخرى لنومه العميق
-"بعبك" قوي .
-و أنا كمان بحبك قوي قوي.
ذهب الغضب من حيث أتى و عاد الهدوء من حيث اختفى..سادت الغرفة سكينة النيام و سا د القلب سكون الأموات.أغلقت الباب خلفها و ذهبت لتعد العشاء في صمت.