Monday, 13 April 2009

كم أرادت أن..ـ


جلس أمامها و في عينيه حيرة العالم ..جلست أمامه و في عينيها شفقة الدنيا..أرادته أن يسأل كل الأسئلة التي تعصف بعقله الصغير و راحت تدعو الله سراً أن يمنحها الحكمة في الإجابة عليها..فكلمة واحدة خاطئة و يتحطم ذلك الكيان الهش الرقيق..و كلمة واحدة صحيحة و تسقط تلك البراءة في بحر من القسوة التي لا تنتهي!

أخذت نفساً عميقاً ملأت به صدرها و قلبها و عقلها عله يخرج حناناً و حباً و كلاماً راجحاً..

-إسأل يا حبيبي

-........

-متخفش..إسأل و أنا حجاوبك على أي سؤال.

-ليه يا ماما انتي و بابا مش عايشين مع بعض زي زمان؟

نظرت إليه طويلاً..كم أرادت أن تخبره أن هذا الزمن الذي يتحدث عنه بحنين كان أكثر الأوقات مرارةً و أشدها إيلاماً..زمن الضحكات المصطنعة و الدموع المختبئة خلف نظرة العين التي لا تقول شيئاً.زمن الوحدة الممتدة و الأسى الدائم على أي شئ و كل شئ..زمن التوتر الحائر و الهواء المخنوق و الأحلام التي ملت كل هذا فرحلت!

-عشان ماما مكنتش مستريحة و هي عايشة مع بابا

-ليه؟

لأنها قد تعبت من التأرجح بين مرتفعات الجهل بها و منحنيات سوء فهمها و تقبل الاستهانة الدائمة بها..لأنها باتت غريبة حتى عن نفسها و أنفاسها وملامحها و لون عيونها..لأنها باتت تكره صمتها و كلامها على السواء..تكره أن تصمت حين يكون كل ما تريده هو أن تصرخ غضباً أو حتى يأساً..و أن تتكلم –بهدوء- حين يكون كل ما ترجوه أن تتكور على نفسها وحيدة و تبكي..أرادت أن تقول له كل هذا لكنها قالت

-عشان كل واحد كان بيفكر بطريقة مختلفة ,فمكناش بنقدر نحل أي مشكلة تقابلنا.

-مكنش ينفع توصلو لحل وسط

أرادت أن تخبره أن الحل الوسط ربما يكون أسهل الحلول لكنه أشدها خسارة..فكلاكما لا يفعل ما يريد.. و كلاكما يعتقد انه يضحي..و كلاكما لا يرضى و لا يشعر بالإمتنان..أرادت أن تخبره أن المنطقة الوسطى هي أكثر الأماكن اثارة للشفقة..فلا أنت هنا و لا أنت هناك ..لا أنت تفعل و لا أنت لا تفعل..لا أنت تفقد فيجليك الحزن و لا أنت تكسب فيضئ وجهك الفرح.. لكنه صغير على فهم تلك الكلمات

-ما احنا وصلنا لحل وسط..ان كل واحد فينا يعيش لوحده و أنت تعيش هنا شوية و هناك شوية.

-يعني أنا مش حيبقى عندي بيت أعيش فيه على طول ؟

امتلأت عينيها بالدموع..كم أرادته أن يكبر الآن ليفهم ما تريد أن تقوله..و لكن هل يتفهم؟هل يتفهم أن من لا يشعر بالأمان لا يستطيع أن يمنحه..أن من يفقد نفسه لا يستطيع أن يهب بعض نفسه ما تبقى منها..أن البيت لكي يصير بيتاً لابد أن يكون دافئاً..

-انت حيبقى عندك بيتين تعيش فيهم مع ماما و مع بابا.

-هو بابا بيحبني؟

-طبعاَ..

-و انتي بتحبيني؟

-طبعاً..

نظرت في عينيه فوجدت الحيرة ما زالت هناك و قد امتزجت بعدم الفهم و الخوف..فامتزجت الشفقة في عينيها بدموع الحسرة و الألم.

10 comments:

شيماء جمال(شيمو القمر) said...

بجد أحسد هذه الأم على صبرها وقدرتها على الرد يمكن قبل كده اتحطيت فى موقف الابن
بس بجد أكيد ده مشاعر صعبة على الاتنين

ربنا يصبرها
ويكرمها وتشوف ولادها فى أحسن مكان

تحياتى
شيمو القمر

Richi said...

Just I wanted to know what´s happening there and tell besides you I´m happy with my new life (you know).
Sure, you dont believe me.. I have missed you many time my loser friend, always I remember when I was dead on my feet chatting and writting and laughing jajaja. I hope ever you´re OK, your sons too and parents. Some day we´ll return to talk and laugh as ever we did it. Richi

فاتيما said...

ياااه يا دودى
فكرتينى بيوسف لما سألنى نفس السؤال
قولتله
عشان احنا مختلفين فكرياً
لما كان بيقولها قصاد حد كانوا بيستغربوا قوى من الجملة دى
بس طبعا قعدت أشرحلو
و أقوله نفس الكلام ..إن هيكونلك بيتيت و أسرتين بيحبوك قوى و ...و ...
كلام مش للى فى سنهم من الأساس
لكن لازم يتقال
قلبى بيحضن قلبك يا ام الولد الجميل
أقولك على نصيحة حد قالهالى و حاولت على قد ما أقدر اطبقها مع يوسف
عيسشى اليوم بيومه
متفكريش كتير فى بكرة و إلا تتعبى و نفسك تتسد
ربنا قادر ما بين لفتة عينة و إنتباهتها إنه يبدل الحال لصالحك و يهون عليكى اللى جاى
بحبك قوى
و نفسى اديك حضونة من بتوع يوسف
ربنا يريح قلبك
و بكرة الولدين دول هيدوبوا فى تراب رجليكى حب و إحترام
لو مكنش الطلاق حل مكنش ربنا حلله
و منطقة الوسط دى عند ناس معينين أشبه بمنطقة الموت الساكن
يعنى حتى الواحدة تموت من غير ما حد يحس بيها ...
بكره يكبروا و يفهموا كل حاجة
و يقدروا
بتمنى عندك و عندى يحصل كدا
و لحد ما يكبروا
مفيش فى إيدينا غير الحب و الأهتمام
و بس

dahlia.. said...

شيمو القمر
أصعب حاجة في الدنيا لما الأم تحس انها قصرت في حق ابنها حتى لو غاص بعنها..عايزة أسألك لو انتي اتحطيتي في موقف الابن قبل كدة يا ترى احساسك ايه دلوقتي؟ يا ترى بجد فهمتي و تفهمتي؟ نورتيني يا شيماء

dahlia.. said...

فاتيما
بجد بجد كنت مستنية ردك..و بجد بجد ريحني أوي عشان أنا لما كنت بتعب من كتر التفكير كنت بعمل زي ما بتقولي كدة..نفسي أجيبك كدة و أعرفك على الولدين و أقولهم شايفين الأم دي بتحب ابنها قد ايه و الناس كلها بتحسده عليها أنا بحبكم كل الحب ده!! و بحبك قوي قوي قوي يا فاطمة..ربنا يخليكي ليا انت و حضنك اللي مفيش زيه ابدا

3aziz 3eni said...

اكيد حيره ما لهاش حل
تفتكري اي طفل اي كان عمره ممكن يفهم ان والده بيحيه ووالدته بتحبه ومع ذلك كل واحد منهم مش قادر يحب التاني
طيب هم بيحبوه ازاي؟
بطريقتهم ولا بطريقته؟
يعني هايجي يوم وكل واحد منهم ممكن يقوله مش هانقدر نعيش مع بعض مش عارفين نوصل لحل وسط علشان كل واحد بيفكد بطريق مختلفه وبعدين يدور علي بيت تالت يعيش فيه لوحده ويبقي يهدي علي كل واحد شويه
ماساه مذريه
من من حقه التضحية الابناء ام الاباء؟
اكيد الابناء من حقهم ان الاباء يضحوا بكل حاجة علشانهم

انها انانية الاباء والامهات

۩ Nour ۩ said...

السلام عليكم..

ازيك يا داليا اخبارك ايه؟

ان اكبر مشاكلنا تكمن فى الطرف الذى يربط بين فكرتين مختلفتين تمام الاختلاف..
وبالطبع سوف يتملكه الحيرة وتستلمه الاسئله الى ان يقول اتحبنوننى بحق..ما اقساه من سؤال عندما يصدر من طفل صغير..ولكن يبقى الامل فى الغد لمعرفة الاجابه من غير ان تقال..

دمتِ بخير ..

dahlia.. said...

3aiziz 3eny

أتفق معك تماما أن من يدفع الثمن هم الأبناء..و خاصة اذا عاشو في بيت ثالث زي ما بتقول..و لكنهم أيضا سيدفعون الثمن ان عاشوا في بيت خلا من التفاهم و الاحترام و الحب..فالاصح هو أن الأبناء بيدفعو تمن سوء اختيار الأباء من الأول خالص

دمت بألف خير

Nour
الحمد لله ازيك انت يا نور
ممكن الابن مع الزمن يتأكد من حقيقة مشاعر باباه و مامته نحيته...لكن هل ممكن يتفهم أسبابهم و يسامحهم عليها؟!!هو ده السؤال الصعب
نورتيني يا نور

Unknown said...

البوست هزنى اوى
بس بوست شديد اوى
نفسى اتكلم كلام كتير فيه
بس لو اتكلمت هنعوز 100 كومينت على الاقل
بجد بوست فائق الجمال

dahlia.. said...

اسلام ديو

أنا كمان كان عندي كلام أكتر و أسئلة أكتر على لسان طفل محتلر و مش فاهم حاجات كتيير..بجد نورت المدونة