Friday 23 January 2009

شوق


وقفت بين يديه و قد انتابها شوق جارف اليه..تشعر أنها لم تلتقي به منذ زمن..و أن لديها حكايا كثيرة تقصها عليه و هموم كبيرة تلقيها لديه..حاولت أن ترفع عينيها اليه فلم تستطع..أثقلتها دموع وهن و خجل و كـأنها المرة الأولى التي تعود اليه فيها بعد احدى غيباتها -التي طالت أو قصرت- كانت تجده دوما في انتظارها بحضن أكثر اتساعا من رحابة الكون..و أكثر دفئا من شموس الدنيا و لو أشرقت معا!لم تستطع كتفاها أن تحمل همومها فانحنت و احنتها..هو فقط من تستطيع أن تنحني أمامه و له.. لأنه هو فقط من يدرك قدر ما تحمل.. و هو فقط من يستطيع أن يحمله عنها..هو فقط من يستطيع الفهم حين يعجز الآخرون عن ذلك..و هو فقط من يعطيها تلك الراحة التي أضاعت عمرها بحثا عنها و هي في الأصل غير موجودة الا عنده!صارت دموعها نشيجا ثم صار نشيجها نحيبا..ثم أصبح نحيبها أنينا..لم تعد قدماها قادرتان على حملها فجثت على ركبتيها..اقتربت رأسها من الأرض ببطء..تتساقط عنها الأثقال و الأفكار,كم هو رائع أن يحكي الصمت..دون الحاجة لكلمات للشرح و علامات للاستفهام و التعجب!شعرت بخفة تملأها و تحيط بها.. تحملها بعيدا عن سطح الأرض و ترهات البشر و قسوة العالم..تحملها لبراح من راحة خالصة, و فضاء من فضة ذائبة..كون خاص بها وحدها حيث المتسع من كل شئ و الممكن من أي مستحيل.لامس جبينها الأرض فشعرت بحاجة ملحة أن تناجيه و تناديه.."يا حبيبي.." شعرت بجبتها تلتصق بالأرض.."ليس لي سواك" شعرت بأرنبة أنفها تنضم لجبهتها للإلتصاق به.."لا تتركني وحدي بعالم لا يستقيم الا بك" شعرت بأصابعها تعتصر ذرات الأرض شوقا "امتلأ قلبي برجاءك و انقطع عمن سواك"..شعرت بركبتيها و أصابع قدميها يحفرن الأرض التصاقا به.."يا حبيبي.." شعرت بملايين ذرات جسدها تلتصق بالأرض أمانا و ايمانا..خشوعا و سجودا..
"يا الله..اقبلني ببابك..و ادخلني رحابك..و اقبل حبي لك..صلاة"

Saturday 17 January 2009

معك فقط


معك فقط.. تحدث أكثر الأشياء غرابة فتبدو أكثر منطقية من حر الصيف و برد الشتاء..يصبح لكل حدث طعم لا يتكرر..و تمتلئ كل لحظة بعالم مثالي من الفرح الخالص!
معك فقط ..يبدو من الطبيعي جدا أن أتلقى أولى دروس القيادة في طريق الجيش-أو الكورنيش كما يسميه أهل الأسكندرية-و هو لمن لا يعرف أكثرها سرعة و خطورة, فأقود وحدي تماما من كليوبترا الى محطة الرمل دون أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات! و يبدو من المألوف جدا أن آكل الأيس كريم مباشرة بعد حمص الشام في منتصف يناير و بعد منتصف الليل دون أدنى اعتراض من معدتي المسكينة!
معك فقط..يصبح من الممتع جدا و المغري جدا جدا أن أضع رأسي على كتفك و أتعلق بذراعك في قاعة السنيما الممتلئة لآخرها لأشاهد هنيدي و أضحك من قلبي-ربما أكثر من اللازم وأكثر ممن حولي-فيهتز رأسي على كتفك ضحكا..و يمتلأ قلبي في صدري دفئا..
معك فقط.. يصبح من السهل جدا أن نقطع الطريق من المنتزة الى بحري في 10 دقائق لا غير لا تقطعه معنا سوى ضحكاتنا اللانهائية, فقط لنرى كيف تبدو قلعة قايد باي في الرابعة صباحا!
معك فقط ترقص الطفلة في داخلي مرحا و هي تتحداك في سباق للدراجات على شاطىء البحر, ينتهي دائما بفوزي أنا اما لأنني أبدأه عادة قبلك و أنهيه بالطبع حين تقترب مني لتلحق بي..و اما لأنك تريد أن ترى ابتسامة النصر تداعب وجهي و هواء البحر يداعب ابتسامتي و يداك تداعب كل هذا فيكون ذلك -على حد قولك- أغلى من ألف فوز!
معك فقط ..و بكل ثقة العالم, استيقظت الأنثى بداخلي و التي لم يكن لدي أدنى فكرة أنها كانت أو ما زالت هناك..تلك الأنثى التي تأتيك واثقة فتتجرد أمامك من أثقال عمر ولى..و تخلع عنها ثوب ذكريات بالية..تنزع كل ما تبقى عليها من ألم و حزن..لتقف أمامك في وضح النهار و في شجاعة تحسد عليها لتهبك روحا امتلأت بك..و أسرارا قد تقضي عمرا كاملا في استكشافها! تدرك تماما قدر ما تعطيك و تعرف بالفطرة ماذا تريد منك.. فتعطيك و تأخذ منك كأن الأخذ و العطاء هما كل ما تبقى من موجودات الكون ..تنصهرا معا في كيان لا يفرقه تعاقب الليل و النهار..لحظات التحام و التئام تهب العمر القادم وهجا و ذهبا!
معك فقط..عادت للمشاعر حدتها و للأحلام روعتها..عاد للمطر بريقه و للشمس دفئها و للفصول علاقتها الحميمة.
باتت الوحدة أكثر ايلاما و الشوق أكثر الحاحا و الغيرة أكثر ضراوة.. و لكن الحياة باتت أكثر حلاوة!!

Friday 9 January 2009

كلمات أعجبتني


القلب هو المنطقة الوحيدة التي لا يمكن أن تتطئها قدم مغتصب

Thursday 8 January 2009

آآآآآه



لأيام و أيام لم أكن أملك مثل كثيرين غيري سوى الصمت العاجز قليل الحيلة..أرى ما حولي و لا أستطيع أن أصدق أنه حقا يحدث.. تعود بي الذاكرة لأيام العراق و لبنان و الانتفاضة الأولى و الثانية و محمد الدرة و الطفلة ايمان..تتشابه المشاهد و تزداد دموية و قسوة..و الصمت الأبدي العاجز هو الثابت الوحيد!تغافلني دموع أكثر سخونة من غيرها..ليست دموع شفقة ولا رحمة و لا حزن..ليست دموع خوف من مستقبل لا يدري مدى دكانته سوى الله وحده..بل دموع غيظ و غل لم أشعر بهما من قبل! أردت أن أخرج الى منتصف الطريق و أصيح بصوت كبته الصمت كثيرا

أبحث عن كلمات لأصيح بها و لا أجد.. أشعر أن أي كلمة تقال أو تكتب باهتة بجوار واقع تعجز عن وصفه لغات العالم أجمع و كلمات كل من له لسان ينطق..فقط كلمة واحدة تملأ عقلي و قلبي و لساني....آه!


آه يا غزة..نراك تستنجدين و تمدين يديك كل يوم علًنا نفعل لك شيئا,فننظر اليك و نمصمص الشفاة ثم ندير المحطة من بشاعة ما نرى

آآه يا أم الدنيا..لو كانت كل الأمهات مثلك لكانت الجنة خاوية الا من الرجال!و لو كانت كل الأوطان مثلك لصارت الغربة هي الملجأ و الملاذ..آآآه من حكامك بكل ما بهم من جبروت و قسوة و لا مبالاة..آآآآه من شعبك الذي احترف الصمت فأدمنه..

آآآآآآآه يا قدس..كم أشعر بالعار و الخزي..و أتمنى أن أتبرأ من اسمي و نسبي و أن أخرج من جلدي حتى لا أحمل وزرك.!

آآآآآآآآآه يا أطفال غزة و يا أمهاتها الثكلى و ياأبائها الملكومين و هم يرون أبنائهم و أملهم في مستقبل أكثر أمنا قد استلقى فوق الأرض الباردة لأروقة المستشفيات..لأن أسًرتها قد امتلأت بأخرينيتوسلوت يرجون الموت أن يتركهم لبعض الوقت ليروا من تبقى من أهلهم ز من رحل!


آآآه يا أمة العرب من كبريائك الأحمق و عجزك الأبدي و صوتك الجهوري و أفعالك المشينة.. من تاريخ سيدينك أبد الدهر..و يلقي بك في أكثر أروقته سوادا!

أقترح أن يتحد العرب في شيء في غاية السهولة قد يميزهم قليلا عما حولهم..حين نحب أن نتظاهر أو نعترض أو ننظم مسيرات فلنجتمع جميعا على كلمة واحدة لا نقول سواها.. علها توحدنا أخيرا.........آآآآآآه